منتدى مجموعة الشوق المغربية
السلام عليكم مرحبا بالإخوة في منتدى مجموعة الشوق المغربية
المرجو الإلتزام بالأخلاق الإسلامية والعمل على نشرها
والله لايضيع من أحسن عملا
توقيع الإدارة
منتدى مجموعة الشوق المغربية
السلام عليكم مرحبا بالإخوة في منتدى مجموعة الشوق المغربية
المرجو الإلتزام بالأخلاق الإسلامية والعمل على نشرها
والله لايضيع من أحسن عملا
توقيع الإدارة
منتدى مجموعة الشوق المغربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


{ مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد }
 
المبدراتالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
إصدارت مجموعة الشوق : 1 بسم لله بديت بنظم 2 قصائد الحباب 3 لطف الله الخافي
لإعلاناتكم الخاصة فى المنتدى إكتب إعلانك وأرسله إلى صندق الرسائل
لاتبخلو علينا بالإقتراحات والنصح.المنتدى منك وإليك
هاتف المجموعة : 00212664591200 - 00212664076660
العنوان على الفيس بوك :www.facebook.com/majmoat.echaouck
majmoat_echaouck@hotmail.com

 

 تجديد الدين والإيمان بقلم: عبد الصمد الخزروني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
anas101
عضو لابأس
عضو لابأس



عدد المساهمات : 10
نقاط : 33
تاريخ التسجيل : 03/12/2009
العمر : 33
الموقع : anachid.mam9.com

بطاقة الشخصية
الشوق 1:

تجديد الدين والإيمان  بقلم: عبد الصمد الخزروني Empty
مُساهمةموضوع: تجديد الدين والإيمان بقلم: عبد الصمد الخزروني   تجديد الدين والإيمان  بقلم: عبد الصمد الخزروني I_icon_minitimeالأربعاء 16 ديسمبر 2009, 06:51

مقدمة
تجديد الدين والإيمان، هذه الجملة تبرز نوعين من التجديد: تجديد الدين وتجديد الإيمان.
وفي السنة وردت كلمة التجديد في أحاديث ثلاثة وهي:
1- روى أبو داود والبيهقي والحاكم بسند صحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها"
- وروى الإمام أحمد وحسنه السيوطي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الإيمان يخلق (أي يبلى) في القلب كما يخلق الثوب، فجددوا إيمانكم" وفي رواية: "إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم" . ورواه الطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك.
3- وروى الإمام أحمد والطبراني، ورجال أحمد ثقات، والحديث صححه السيوطي، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "جددوا إيمانكم، قيل: يا رسول الله وكيف نجدد إيماننا؟ قال: أكثروا من قول لا إله إلا الله"
فالحديث الأول يتحدث عن تجديد الدين وعمن يجدده، والحديث الثاني يتحدث عن الإيمان بأنه يبلى ويتلاشى في القلب. وأما الحديث الثالث فيتحدث عن الإيمان بأنه يتجدد بالإكثار من قول لا اله إلا الله. فما هو تجديد الدين؟ وما هو تجديد الإيمان؟ وما العلاقة بين تجديد الدين وتجديد الإيمان؟

تجديد الدين
ليس التجديد تغييرا لثوابت الشرع، فإن أحكام الكتاب والسنة ماضية إلى يوم القيامة. إنما التجديد لشيء ما هو محاولة العودة به إلى ما كان عليه يوم نشأ وظهر بحيث يبدو مع قدمه كأنه جديد وذلك بتقوية ما وهي منه، وترميم ما بلي، ورتق ما انفتق، حتى يعود أقرب ما يكون إلى صورته الأولى[1] . ومن معاني التجديد أيضا: القطع، أي القطع مع مرحلة والانتقال إلى مرحلة أخرى.

والدين الذي يقع فيه التجديد، قيل كلمة تطلق على أمرين:
أولهما: المنهج الإلهي من العبادات والعقائد والأخلاق والشرائع... فهذا المعنى ثابت لا يقبل التغيير ولا التجديد.
وثانيهما: الحالة التي يكون عليها الإنسان في علاقته بالدين، فكرا وشعورا وعملا وخلقا والدين هنا متغير متحرك فهو يزيد وينقص، يضعف ويقوى وهذا المعنى هو الذي يقبل التجديد[2] لكن عندما نجد ما يفسر السنة بالسنة يكون الأمر أكثر وضوحا وبيانا. ففي حديث جبريل المشهور الذي رواه الشيخان وأصحاب السنن عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يعرف الدين بأنه: إسلام وإيمان وإحسان.

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد سواد الشعر شديد بياض الثياب لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفّيه على فخذيه، وقال: يا محمّد أخبرني عن الإسلام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا. قال صدقت. فعجبنا له يسأله ويصدقه! قال: فأخبرني عن الإيمان؟. قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشرّه. قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان. قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال: فأخبرني عن الساعة. قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل. قال: فأخبرني عن أماراتها. قال: أن تلد الأمة ربّتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان. ثم انطلق فلبثت مليا، ثم قال: يا عمر أتدري من السائل؟ قلت الله ورسوله أعلم. قال: إنه جبريل أتاكم يعلّمكم دينكم" [3]

فحتى يعلم المسلمون دينهم بأنه إسلام وإيمان وإحسان، احتاج الأمر لأهميته أن ينزل جبريل عليه السلام على صورة رجل ويحاور النبي صلى الله عليه وسلم حوارا مدهشا يسمعه الصحابة ويتلقونه مباشرة مع النبي صلى الله عليه وسلم.

الدين هو إسلام وإيمان وإحسان وترقب للساعة. والدين المراد تجديده للأمة بمن يصطفيه الله تعالى من خلقه هو كل هذا لا يتبعض ولا يتجزأ.

وأول مراتب الدين الإسلام، والإسلام أركان خمسة وهي: شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله، والصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا. بديهيات عند كل مسلم.الإسلام أول مرتبة في الدين وهو الحد الأدنى الجامع بين المسلمين. فعندما ينقص إخلاص المسلم وينقص عمله ومشاركته واهتمامه بأمر المسلمين، يكون إسلامه إسلاما أعرابيا قد يعتريه النفاق. ﴿ قالت الأعراب آمنا قل لن تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم﴾

نطق اللسان وقال آمنا لأنه لا يحسن يفرق بين درجة الإسلام ودرجة الإيمان، فلقنته الكلمة الإلهية أن يقول أسلمنا، عسى أن يستقر عنده أن الدين سلم ومراق.

أما عندما يسمو المسلم بالإخلاص والصدق والعمل الصالح والخلق الحسن وسائر شعب الإيمان فانه يرقى إلى مرتبة أعلى من الإسلام وهي مرتبة الإيمان:
المؤمنون لا المسلمون هم المخاطبون في القرآن بقوله تعالى: ﴿ يا أيها الذين امنوا﴾ ، هم المؤهلون لسماع نداء الإيمان والاستجابة له. بعد الإيمان يرقى المؤمن بالهمة العلية وتمام الإقبال على ذكر الله تعالى، وكمال الخلق وسلامة القلب إلى مقامات الإحسان. والله يحب المحسنين.

الإحسان: رتبة في الدين فوق الإسلام والإيمان، ودرجة في التقوى، وغاية الغايات، ومحط نظر ذوي الهمم العالية."لفظ "الإحسان" يدل على معاني ثلاثة ورد بها القرآن ووردت بها السنة:

1- الإحسان بأن تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك.
2- الإحسان إلى الناس، كالوالدين والأقربين واليتامى والمساكين والمسلمين وسائر الخلق أجمعين.
3- إحسان العمل وإتقانه وإصلاحه، سواء العمل العبادي أو العادي أو المعاملاتي.

مجموع هذه الدلالات يعطينا مواصفات المؤمن الصالح في نفسه وخلقه وتعامله في المجتمع. يعطينا الوصف المرغوب لعلاقات العبد بربه وبالناس وبالأشياء. علاقته بربه تكون إحسانية إن حافظ على ذكره لا يفتر عن مراقبته وخشيته ورجائه ودعائه ومناجاته[4] .

الدين بهذا المفهوم غاب عند المسلمين اليوم، فغابت عند عامتهم الرغبة في الترقي في سلم الدين، والرغبة في المسارعة إلى الخيرات والرغبة في المسابقة إلى المغفرة والجنات. بل اكتفوا بالمرتبة الأولى من الدين وهي الإسلام، يحسبون أن الذي يجلس على عتبة الدين مكتفيا بالصلاة والصوم والزكاة والحج والذي ارتقى في مدارج الإيمان والإحسان يحدوه حب الله والشوق إلى لقائه والجهاد في سبيل نصر دينه مرتبة واحدة، وهما لا يستويان.

وكذلك مما فسرت به السنة الدين، قوله صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة ثلاثاً، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم" [5] .

وأصل النصيحة: من الإخلاص، كما يقال: "نصح العسل" أي: خلصه من شوائبه، وإذا كان كذلك فإن إخلاص كل شيء بحسبه، فالنصيحة لله تعالى هي طاعته امتثالا لأمره واجتنابا لنهيه، والنصيحة لكتابه هي التعلق به تلاوة وحفظا وتدبرا وتطبيقا، والنصيحة لرسوله هي محبته وإتباع سنته، والنصيحة لأئمة المسلمين هي التعاون معهم فيما فيه مصلحة البلاد والعباد، وأطرهم على الحق أطرا عند انحرافهم، والنصيحة لعامة المسلمين هي الاهتمام بأمرهم وإماطة الأذى عن طريقهم. فيكون تجديد الدين إذا هو تذكير الأمة بهذا الدين بأنه ما هو بسيط مستو ولا صعيد متساو بل هو مراق يصعد عليها وعقبة تقتحم من إسلام لإيمان لإحسان. وبأنه النصيحة قياما بأمر الله لتحكيم شرع الله على منهاج رسول الله دعوة ودولة.

ولا بد لتجديد الدين من مجدد يبعثه الله تعالى من خلقه ويصطفيه على رأس كل قرن من الزمان. وهو قسمان:
1- التجديد المئوي: يكون على رأس كل مائة سنة، وهو تجديد جزئي يكون في أحد جوانب الدين، كالحكم أو العلم أو العقيدة أو الإيمان الخ. فنجد لما "فسد الحكم فنهض لإصلاحه العَلَم الفذ الراشد سيدنا عمر بن عبد العزيز. وأقبلت الأمة على العلم فشق لها الإمام العبْقري الشافعي أبوابه بمفتاح علم الأصول الذي أنشأه. وهجم الكفر والشك والفلسفات والملل فانبرى لدحضها أئمة علم الكلام أبرزهم الأشعري ثم الباقلاني من بعده. هذه أنواع من التجديد لدين الأمة.تجديد لتدينها وفهمها للدين في مجالات الحكم والعقيدة والفقه. ليس تجديد الدين اختراعا فيه، لكنه إحياء لمواتٍ في قلوب المتدينين وعقولهم.وانصرف العلماء والعامة والحكام في نهايات القرن الخامس -قرن الغزالي- إلى مواجهة الضلالات العقدية الباطنية. بعضهم يجادل عن الدين، وبعضهم يخوض فيه، وبعضهم يقاتل عليْه. وانمسحت من لوحات الفقهاء وطروسهم ومجالس مناظراتهم وجدلهم المعاني القلبية الإيمانية أو كادت. اشتغلوا بالفروع وازدحموا على مجالس المناظرة، فجف معين القلوب من حيث تضخم صبيب الخصام. وهنا كان تجديد الغزالي حيث لاذ بعلماء الآخرة كما يسمي المربين الربانيين، وصحبهم زمانا.

ونقد مظاهر البلَى في إيمان أهل عصره من المتكلمين، وانتقد الوعاظ الذين قلت بضاعتهم من علوم التفسير والحديث والفقه، فاشتغلوا وشغلوا العامة: "بالقصص والأشعار والشطح والطوام". وانتقد أيضا أهل الزهادة وطوائف الباطنية وأهل البدع والضلالات الذين كادوا يهدمون جميع الشريعة "بتأويل ظواهرها وتنزيلها على رأيهم"" [6] .

2- التجديد الأعظم: أو المطلق كما يسميه بعض العلماء منهم القرضاوي، فهو التجديد الكلي الذي ينقل الأمة من حال إلى حال، من الضعف إلى القوة، ومن الاستضعاف إلى الاستخلاف والتمكين في الأرض. وهذا لم يقع في التاريخ منذ أن انتقل الحكم من الخلافة الراشدة إلى الملك العاض فالجبري. وقد أصبح هو الأفق الذي تنتظره الأمة وتستشرفه من خلال موعود الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بالخلافة الثانية على منهاج النبوة.

والفرق بين التجديد المئوي والتجديد الأعظم، أن التجديد المئوي جزئي يلامس جانبا من جوانب الدين، بينما التجديد الأعظم كلي يشمل كل جوانب الدين. وكذلك أن التجديد المئوي يقوم به فرد حاكم كان أو عالم أو إمام، بينما التجديد الأعظم يقوم به جماعة من الرجال في صحبة وارث نبوي كامل، له من المؤهلات ما يرقى به إلى مستوى تلك المهمة.

تجديد الإيمان
عرفنا معنى التجديد، فما معنى الإيمان؟
قال علماؤنا رحمهم الله: الإيمان عقد بالجنان ونطق باللسان وعمل بالأركان.

الإيمان له أركان ستة: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشرّه.

الإيمان كالنهر له روافد وشعب تصب فيه فتقويه، روى الشيخان وأحمد وأصحاب السنن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الإيمان بضع وسبعون شعبة -وفي رواية للبخاري وأحمد بضع وستون- فأعلاها -في رواية أحمد فأرفعها وأعلاها- قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان"

الإيمان له كمال حين يكتمل، من أحب لله وابغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان.

الإيمان له حلاوة ففي الحديث: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وان يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار" [7]

الإيمان له طعم، ففي الحديث: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا" [8]

الإيمان يزيد بالطاعات منها القرآن، في قوله تعالى: ﴿ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون﴾ .

وينقص بالمعاصي والذنوب وبمخالطة الغافلين عن ذكر الله، ومعاشرة المنافقين الذين لا يذكرون الله إلا قليلا مذبذبين.الإيمان له دخول حين يدخل إلى القلب، وله خروج حين يخرج منه، فيصبح فوق صاحبه مثل الظلة، كالزاني مثلا.الإيمان يتعلم كما يتعلم القرآن، ويؤتى كما يؤتى القرآن. إن كان القرآن يتعلم بالعقل وبه يؤتى، فإن الإيمان يتعلم بالقلب وبه يؤتى. ففي الحديث روى الحاكم على شرط الشيخين وصححه، قول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "لقد عشنا برهة من الدهر وإن أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن. وتنزل السورة فيتعلم حلالها وحرامها، وأوامرها وزواجرها، وما ينبغي أن يقف عنده منها، ولقد رأيت رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان، فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب إلى خاتمته، لا يدري ما آمره وما زاجره، وما ينبغي أن يقف عنده، ينثره نثر الدقل (الرديء من الثمر)" .

ويقول سيدنا جندب رضي الله عنه فيما رواه ابن ماجة: "كنا مع النبي مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة [أي نشطون]، فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا" . وفي الحديث أيضا عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: "جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني أقرأ القرآن فلا أجد قلبي يعقل عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن قلبك حشي الإيمان، وإن العبد يعطى الإيمان قبل القرآن" [9]

الإيمان يبلى ويتلاشى ويصيبه الخولقان جراء الغفلة عن الله، وعدم الإقبال على ذكر الله، روى الإمام أحمد وحسنه السيوطي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الإيمان يخلق أي يبلى في القلب كما يخلق الثوب، فجددوا إيمانكم" وفي رواية: "إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم" . ورواه الطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك فكما يبلى ويتلاشى ويضعف هذا الإيمان، أيضا يتجدد. أما كيف يتجدد؟ فقد روى الإمام أحمد والطبراني ورجاله ثقات، والحديث صححه السيوطي، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "جددوا إيمانكم، قيل: يا رسول الله وكيف نجدد إيماننا؟ قال: أكثروا من قول لا إله إلا الله" فهذه وصفة نبوية إذا لمن يشكو ضعف إيمانه، وقسوة قلبه، وأراد الدواء. الدواء أن يكثر من قول لا إله إلا الله.قول لا إله إلا الله أعلى شعب الإيمان وأرفعها. بشهادة أن لا إله إلا الله يدخل الكافر إلى الإسلام، شهادة مقرونة بالإقرار بالرسالة لمحمد صلى الله عليه وسلم. وإلى قول لا إله إلا الله دعا رسول الله الناس. كلمة لقنها رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب فأبى، ولقنها أصحابه فقبلوا وفازوا.قال يعلى بن شداد: حدثني أبي شداد بن أوس، وعبادة بن الصامت حاضر يصدقه، قال: "كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هل فيكم غريب؟، يعني أهل الكتاب. فقلنا: لا يا رسول الله، فأمر بغلق الباب وقال: ارفعوا أيديكم وقولوا: لا إله إلا الله، فرفعنا أيدينا ساعة. ثم وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، ثم قال: الحمد لله، اللهم بعثتني بهذه الكلمة، وأمرتني بها، ووعدتني عليها الجنة، وإنك لا تخلف الميعاد. ثم قال: أبشروا فإن الله عز وجل قد غفر لكم" [10]

كلمة بعث الله بها نبيه لتقال باللسان، سرها في تكرارها وحولها البعض إلى فلسفة.

كلمة هي أفضل الذكر وأعلى شعب الإيمان وأرفعها، لا يزهد في الاستهتار بها إلا محروم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا إله إلا الله أفضل الذكر، وهي أفضل الحسنات" [11] . وقال: "أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله" [12] . وأخرج أحمد عن أبي ذر قال: "قلت يا رسول أوصني، قال: إذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها. قال: قلت: يا رسول الله، أمن الحسنات لا إله إلا الله؟ قال: هي أفضل الحسنات" . هذا أحد أركان تجديد الإيمان أنه يتجدد بالإكثار من قول لا إله إلا الله. أما الركن الثاني فهو الصدق. هل تريد أن تجدد إيمانك؟ هل لديك رغبة في ذلك؟ هل لديك استعداد ولديك إرادة وعزم في تناول الدواء؟ وأما الركن الثالث فهو الصحبة، أن تصحب المؤمنين وتحبهم. ففي القرآن: ﴿ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين﴾ . وفي القرآن أيضا: ﴿ واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه﴾ . وفي الحديث "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل" [13] . فلا بد لتجديد الإيمان من الإقبال على ذكر الله خاصة الإكثار من قول لا إله إلا الله باللسان، كما وصى بذلك صلى الله عليه وسلم. ولا بد أيضا أن يتم هذا بصحبة المؤمنين وداخل مجالسهم.

العلاقة بين تجديد الدين وتجديد الإيمان
علاقة تجديد الدين بتجديد الإيمان علاقة بناء بأساس، كما أن الله تعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وكما أن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، كذلك بتجديد الإيمان في القلوب يتجدد دين الأمة.

ومن أهم قضايا التجديد إحياء قضية الربانية في الأمة، فحتى تحيى هذه الأمة وتسلك على المنهاج النبوي لا بد أن يتجدد إيمان كل فرد منها، ثم يجتمع هؤلاء الأفراد مستعدين لتلبية نداء الله عز وجل بـ ﴿ يا أيها الذين آمنوا﴾ ولتنفيذه.

ولا بد لتجديد الدين من فقه الواقع، فلا يمكن أن يكون في الهواء أو في الكلام، إنما يكون في عمل الجماعة. ذلك أن تجديد الإيمان الذي يكون في قلوب الأفراد حتى يخرج من حيز الفردية إلى أن يصبح قوة فاعلة في تغيير المجتمع الإسلامي وتغيير العالم، لا بد من فقه الواقع، لا بد من معرفة القوى الكامنة في الأمة، وما هي الطاقات الموجودة فيها كي تجمع وتتوجه فتصبح قوة غالبة منتصرة يمكن أن تفرض رسالتها على العالم.

الخاتمة
الأمة اليوم في حاجة إلى من يجدد دينها بتجديد الإيمان في قلوب أفرادها، في حاجة إلى رجال ربانيين لهم من قوة الإيمان وإرادة الجهاد ودراية الحركة ما يمكنهم من نقل الأمة من أمة تابعة ومقهورة ومستضعفة إلى أمة قادرة على إمامة العالم وقيادته نحو الأمان والسلام.ووعد الله ورسوله بالخلافة الثانية على منهاج النبوة هو الباعث على الأمل والحافز على العمل دون كلل ولا ملل. والله لا يخلف الميعاد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تجديد الدين والإيمان بقلم: عبد الصمد الخزروني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى مجموعة الشوق المغربية  :: منتدى الموعظة-
انتقل الى: